الجمعة، 16 أبريل 2010

جمرة الذنوب

جمرة الذنوب

جمرة الذنوب هي شعلة تخترق القلوب تهلك صاحبها وتسخط الله علام الغيوب
يا حسرة النفس على ما أسرفت من تلك الخطايا والذنوب وحملت أثقالا جمة تعسرت بها الدروب وأغلقت أبواب وكثرت الهموم والخطوب فرفعت كفي أناجي يا الله أغفر لعبد مسرفا عائداً لك تناسى بلحظات تلك العثار والعيوب
أتراني عبدا ألهته تلك المفاتن فسلك دروبها جهلا وغفلة والروح بها تذوب ؟
إنه طريق ذو عوجا قد حجب عنه النور إنه نور الله لا يدخل قلباً غافلا قادته نفسه إلى المهالك و لم يستضيء به بل ران على القلب إنه ظالم جهول, يا ويل نفسي أأين سائرة ؟
و أي طريق له راغبة ؟؟ فكل طريق دون الجنة فان وكل عمل دون وجه الله ليس بباقي
فإياك أيتها النفس بأن تهلكي ! و إياك بذنوب الخلوات إليها تقبلي !
فيا ذل عبدٍ عن ذكر الله ناسيا ألم يقل الحق تبارك و تعالى في آياته

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}
قد بينه ربي في آياته سبيل العزة والنجاة, أتصدي عن الحق وتميلي للذل والهوان
فأنا المقر بكل ذنب أنا الذي تمادى بالعصيان
فررت إليك إلهي مخبتا يطلب منك العفو والغفران, فلا زلت ولم أزل أنا العبد الفقير المقصر.
الجنة طاب نعيمها عالية قصورها عالية ذوات أفنان, فما أطيب عيش عبدٍ إليها كان طريقه تمسك بالقرآن والسنة, وما أشقى ذالك العبد الذي زانه له طريق الضلال
فيمشي إليه مصرا مستكبرا كسراب وحلم يصيب العبد بالخذلان
أرتوي من ماء الهدى ماءه عذبا كصيب نافعٍ تركه اثاره مدى الأزمان
همسات من الشوق تاتيني ترفعني إلى ذاك المقام به ترتقي النفس إلى خالقها إنه حبا لا زيف فيه ولا بهتان يقود الروح إلى همة سامية إلى رضا الواحد المنان
حبا لا نصبا فيه ولا كدرا بل تشرق الأرواح به و تقودها للجنان
نظرت لدار البلاء كئيبة و كما قال الله في آياته
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
فهذا طريق الصلاح و نور للعبد و سكينة في ظل دار البلاء حيث يجد سلوة النفس و سرورها في مجالس الصالحين و النظر لخشيتهم و انابتهم لخالقهم فتصبر الانفس على هم تلقاه فهناك حينها من يعينها عن ذكر الله إن غفلت و يصبرها إذا حل بها البلاء و ضعفت
إنها صورة نقية فالحذر من تركها إذا وجدت بين يدي العبد و الحذر من مجالس السوء التي تنقل العبد من عز الطاعات إلى ذل المعاصي فيكون نتائجها كما قال الحق عز و جل في آياته

{ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا}
فيا رحمة الله و حلمه لنا كم أمهلنا أيام و أعوام و فتح لنا أبواب معرفته و النظر لملكوته لكن هذا العقل و القلب قد أفسدته الذنوب كغيمة سوداء غطته فأزالت عنه بصيرته و معرفته بخالقه و التقرب إليه قال الله عز و جل
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾}
لنحي نور الطاعات في قلوبنا و نهجر ظلمت الذنوب و العصيان
قال الشاعر:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا *** التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه *** ومن بناها بسوء خاب بانيها

0 التعليقات:

إرسال تعليق