بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه و عظيم سلطانه و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم و لمن اتبعه إلى يوم الدين
أما بعد
إنه للخطايا ظلمة في النفس تكتم الأنفاس و تشعل جمرة الحزن و الوهن و اليأس تميت الحياة بالقلوب و بداية للعسر و للكروب . فكم هلكت منه أقوام و شاع الظلم و الفساد في دول أعوام فأنتشر فيها الجهل و الغفلة و علت أصوات الخائنين و العابثين و سدل الستار على أهل الصلاح الذين لله و رضاه راغبين , إنها خطايا الإنسان و ذنوبه التي يتهاون البعض منها بل و ينساها تماما يغفل ما قدمت يديه من بطش و تدمير و لسانه من كذب و قول ذميم و عينيه من نظرة فربما تهلك و تقود للنار و عذاب أليم , فهناك طريق به النور يسري و ضياء يملأ الكون و الصدور تنشرح و من خشية الله تبكي إنه الندم و الرجوع إلى الله و انكسار و ذل لرب الأرض و السماء قال تعالى : {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }المؤمنون76 و قال تعالى :
{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام43 و قد بينت الآيات الكريمة عن فضل التضرع لله و كيف يجازي الله من استكبر و لم يندم و يتضرع إليه بالعذاب المهين , ومن آثارها الابتعاد عن لله و عدم الندم على تقصير النفس و إسرافها بالهفوات و إضعاف تعظيم الرب جل جلاله و تضعف وقاره في قلب العبد .
إن من بعد الندم ذل و خضوع و دعاء و دموع و لهفة لله علام الغيوب فينزاح الهم و تشرق شمس هذا القلب الذي رأى فرحة التوبة و الندم و أعترف الإنسان بتقصيره و بذنوبه الذي مضت و فتح باب الرجاء لله فسعى إليه راغبا لمرضاته يتلذذ بعبادته و اللجوء إليه فيكون أفضل من عبدا عابدا لم يتلذذ بمناجاة ربه , قال بعض الزهاد : ما علمت أن أحد سمع بالجنة و النار تأتي عليه ساعة لا يطيع فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان , فقال له رجل : إني أكثر البكاء , فقال : إنك تضحك و أنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي و أنت مدل بعملك , و إن المدل الذي لا يصعد عمله فوق رأسه فقال أوصني , فقال دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها , و كن في الدنيا كالنحلة , إن أكلت أكلت طيبا , و إن أطعمت أطعمت طيبا , و إن سقطت على كل شيء لم تكسره و لم تخدشه و قال ابن قيم رحمه الله : فإذا أراد الله بعبده خيرا أشهده منته و توفيقه و إعانته له في كل ما يقول و يفعله , فلا عجب به , ثم أشهده تقصيره فيه و أنه لا يرضى لربه به فيتوب إليه و يستغفره , و يستحي أن يطلب عليه أجرا , و إذا لم يشهده ذلك و غيبه عنه فرأى نفسه في العمل , و رآه بعين الكمال و الرضا , لم يقع ذلك العمل منه موقع القبول و الرضا و المحبة , يا حسرة من قد بات غافلا لا هيا ناسيا ذكر ربه معرضا عنه و عن آيته فلا يتوب ولا يندم إذا أسرف بالخطايا و يا فرحة النفس التي في كل لحظة و كل يوم تتوب و تندم و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه و عظيم سلطانه و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم و لمن اتبعه إلى يوم الدين
أما بعد
إنه للخطايا ظلمة في النفس تكتم الأنفاس و تشعل جمرة الحزن و الوهن و اليأس تميت الحياة بالقلوب و بداية للعسر و للكروب . فكم هلكت منه أقوام و شاع الظلم و الفساد في دول أعوام فأنتشر فيها الجهل و الغفلة و علت أصوات الخائنين و العابثين و سدل الستار على أهل الصلاح الذين لله و رضاه راغبين , إنها خطايا الإنسان و ذنوبه التي يتهاون البعض منها بل و ينساها تماما يغفل ما قدمت يديه من بطش و تدمير و لسانه من كذب و قول ذميم و عينيه من نظرة فربما تهلك و تقود للنار و عذاب أليم , فهناك طريق به النور يسري و ضياء يملأ الكون و الصدور تنشرح و من خشية الله تبكي إنه الندم و الرجوع إلى الله و انكسار و ذل لرب الأرض و السماء قال تعالى : {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }المؤمنون76 و قال تعالى :
{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام43 و قد بينت الآيات الكريمة عن فضل التضرع لله و كيف يجازي الله من استكبر و لم يندم و يتضرع إليه بالعذاب المهين , ومن آثارها الابتعاد عن لله و عدم الندم على تقصير النفس و إسرافها بالهفوات و إضعاف تعظيم الرب جل جلاله و تضعف وقاره في قلب العبد .
إن من بعد الندم ذل و خضوع و دعاء و دموع و لهفة لله علام الغيوب فينزاح الهم و تشرق شمس هذا القلب الذي رأى فرحة التوبة و الندم و أعترف الإنسان بتقصيره و بذنوبه الذي مضت و فتح باب الرجاء لله فسعى إليه راغبا لمرضاته يتلذذ بعبادته و اللجوء إليه فيكون أفضل من عبدا عابدا لم يتلذذ بمناجاة ربه , قال بعض الزهاد : ما علمت أن أحد سمع بالجنة و النار تأتي عليه ساعة لا يطيع فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان , فقال له رجل : إني أكثر البكاء , فقال : إنك تضحك و أنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي و أنت مدل بعملك , و إن المدل الذي لا يصعد عمله فوق رأسه فقال أوصني , فقال دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها , و كن في الدنيا كالنحلة , إن أكلت أكلت طيبا , و إن أطعمت أطعمت طيبا , و إن سقطت على كل شيء لم تكسره و لم تخدشه و قال ابن قيم رحمه الله : فإذا أراد الله بعبده خيرا أشهده منته و توفيقه و إعانته له في كل ما يقول و يفعله , فلا عجب به , ثم أشهده تقصيره فيه و أنه لا يرضى لربه به فيتوب إليه و يستغفره , و يستحي أن يطلب عليه أجرا , و إذا لم يشهده ذلك و غيبه عنه فرأى نفسه في العمل , و رآه بعين الكمال و الرضا , لم يقع ذلك العمل منه موقع القبول و الرضا و المحبة , يا حسرة من قد بات غافلا لا هيا ناسيا ذكر ربه معرضا عنه و عن آيته فلا يتوب ولا يندم إذا أسرف بالخطايا و يا فرحة النفس التي في كل لحظة و كل يوم تتوب و تندم و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين