الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه و عظيم سلطانه و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه و سلم و لمن اتبعه إلى يوم الدين
أما بعد
إن من شرف المسلم و عزته هو الامتثال لأوامر الله و الابتعاد عن عصيانه و انتهاك محارمه و لا تتحقق هذه العبودية الحقة لله تعالى إلا بأمر واحد و هو الانتصار على النفس إذا سعت للعصيان و مجاهدتها قولا وفعلا فإن أخطأت أنبتها و أسرعت إلى أصلاحها و اعترفت بتقصيرها و انكسرت لخالقها و أنابت إليه فتدرك الحق و تصد عن الباطل و عن كل ذنب فيحيى القلب و يتطهر من الرجس و الخبائث و الشهوات فالانتصار على النفس لها مطالب و أوامر لا تتحقق سوى بالسعي لها و التقيد بما أمر الله به , قال تعالى : {وَالْعَصْرِ (1) إنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} العصر 1-3
و قد بينت الآية الكريمة سعادة الإنسان لمن عرف الحق و اتبعه و إن الإنسان الشقي الذي هو جهل الحق و ضل عنه و خالفه و اتبع غيره , فكيف ينتصر الإنسان على نفسه إذا جهله بالحق و جهله عن خالقه و لم يعرفه حق المعرفة و لم يعبده حق العبادة التي أمرها الله للإنسان , فطهارة القلب من كل العلائق التي تترك ران عليها و قسوة تصد عن رؤية حقيقة هذه النفس التي تسعى للطغيان و استغفار لرب الأرض و السموات , قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : (( لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله )) فالطهارة واجبة على المؤمن الذي يسعى لرضا الله و الجنة فإذا لم يتطهر هذا القلب لبقى بالعصيان و بالصد عن منهج الله وسنة رسوله المنهج القويم الذي أنزله للناس رحمة و هدى للمتقين , و سأل ابن قيم رحمه الله شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : (( اللهم طهرني من خطاياي بالماء و الثلج و البرد )) كيف تطهر الخطايا بذلك ؟ وما فائدة تخصيص التطهير بذلك ؟ و قوله في لفظ آخر : (( و الماء البارد )) و الحار أبلغ في الإنقاء ؟
فقال : الخطايا توجب للقلب حرارة و نجاسة و ضعفا , و ترخي القلب و تضرم فيه نار الشهوة و تنجسه , فإن الخطايا و الذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار و يوقدها , و لهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب و ضعفه , و الماء يغسل الخبث و يطفيء النار , فإن كان باردا أورث الجسم صلابة و قوة , فإن كان معه ثلج و برد كان أقوى في التبريد و صلابة الجسم و شدته , فكان أذهب لأثر الخطايا
و قال الله تعالى في آياته (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )) البقرة 197 , أمر الحق تبارك و تعالى الإنسان بالتزود بزاد التقوى الذي لا يصل الإنسان لله تعالى و الدار الآخرة إلا بزاد التقوى هو الزاد الذي يسعى الإنسان له فيفوز فوزا عظيما , هذه الأمور التي تساعد الإنسان على الانتصار على نفسه إذا دعته للعصيان لأنه الروح و النفس تطهرت من رجس الخطايا فتلين لكلام الله و دعوة الحق و تخبت لخالقها تكره العصيان و تنفر منه لا تسمع لوسوسة الشيطان حين يحاول إغوائها للوقوع بالذنوب تصد عنه و تجاهد تسعى للطاعة و بلوغ المنزلة الرفيعة و هي الجنة التي لا يصل الإنسان إليها إلا بترك كل ما نهى الله عنه في آياته و هو الفوز العظيم و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
أما بعد
إن من شرف المسلم و عزته هو الامتثال لأوامر الله و الابتعاد عن عصيانه و انتهاك محارمه و لا تتحقق هذه العبودية الحقة لله تعالى إلا بأمر واحد و هو الانتصار على النفس إذا سعت للعصيان و مجاهدتها قولا وفعلا فإن أخطأت أنبتها و أسرعت إلى أصلاحها و اعترفت بتقصيرها و انكسرت لخالقها و أنابت إليه فتدرك الحق و تصد عن الباطل و عن كل ذنب فيحيى القلب و يتطهر من الرجس و الخبائث و الشهوات فالانتصار على النفس لها مطالب و أوامر لا تتحقق سوى بالسعي لها و التقيد بما أمر الله به , قال تعالى : {وَالْعَصْرِ (1) إنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} العصر 1-3
و قد بينت الآية الكريمة سعادة الإنسان لمن عرف الحق و اتبعه و إن الإنسان الشقي الذي هو جهل الحق و ضل عنه و خالفه و اتبع غيره , فكيف ينتصر الإنسان على نفسه إذا جهله بالحق و جهله عن خالقه و لم يعرفه حق المعرفة و لم يعبده حق العبادة التي أمرها الله للإنسان , فطهارة القلب من كل العلائق التي تترك ران عليها و قسوة تصد عن رؤية حقيقة هذه النفس التي تسعى للطغيان و استغفار لرب الأرض و السموات , قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : (( لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله )) فالطهارة واجبة على المؤمن الذي يسعى لرضا الله و الجنة فإذا لم يتطهر هذا القلب لبقى بالعصيان و بالصد عن منهج الله وسنة رسوله المنهج القويم الذي أنزله للناس رحمة و هدى للمتقين , و سأل ابن قيم رحمه الله شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : (( اللهم طهرني من خطاياي بالماء و الثلج و البرد )) كيف تطهر الخطايا بذلك ؟ وما فائدة تخصيص التطهير بذلك ؟ و قوله في لفظ آخر : (( و الماء البارد )) و الحار أبلغ في الإنقاء ؟
فقال : الخطايا توجب للقلب حرارة و نجاسة و ضعفا , و ترخي القلب و تضرم فيه نار الشهوة و تنجسه , فإن الخطايا و الذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار و يوقدها , و لهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب و ضعفه , و الماء يغسل الخبث و يطفيء النار , فإن كان باردا أورث الجسم صلابة و قوة , فإن كان معه ثلج و برد كان أقوى في التبريد و صلابة الجسم و شدته , فكان أذهب لأثر الخطايا
و قال الله تعالى في آياته (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )) البقرة 197 , أمر الحق تبارك و تعالى الإنسان بالتزود بزاد التقوى الذي لا يصل الإنسان لله تعالى و الدار الآخرة إلا بزاد التقوى هو الزاد الذي يسعى الإنسان له فيفوز فوزا عظيما , هذه الأمور التي تساعد الإنسان على الانتصار على نفسه إذا دعته للعصيان لأنه الروح و النفس تطهرت من رجس الخطايا فتلين لكلام الله و دعوة الحق و تخبت لخالقها تكره العصيان و تنفر منه لا تسمع لوسوسة الشيطان حين يحاول إغوائها للوقوع بالذنوب تصد عنه و تجاهد تسعى للطاعة و بلوغ المنزلة الرفيعة و هي الجنة التي لا يصل الإنسان إليها إلا بترك كل ما نهى الله عنه في آياته و هو الفوز العظيم و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين