بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده لا شريك له و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و لم اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
الحب كلمة تدخل في شغاف القلوب و تكسر الحواجز و القيود تفتح أبواب الأمل و القرب لله علام الغيوب هي بلسم للقلوب العليلة و النفوس المريضة التي بحثت لملجأ غير الله و إلاها سواه فضاعوا في بحر الحياة و ضلوا عن قوارب النجاة التي هي مرسى المؤمنين و طريق الصالحين هو الحب الأبدي الذي لا يزول ينجي من كل كرب و يزيح الغموم كم هناك من ضله عنه و بات محروما شقيا لا يجد سوى الندم و الحسرة , إنه شراب يعرف مذاقه لمن لله دعا و ناجى و صبر و صلى و إليه توكل و احتسب هو طريق لا يلمسه لمن عن الله غفل و لذكره هجر و لسنة نبيه و لعبوديته ما أمتثل فيسلك طريق وعر عوجا تقوده إلى الهلاك و إلى أبواب الضياع
قال تعالى : {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24 هذا هو الحب النقي كالعسل الصافي لم يمتزج بحب لمعصية الله و إنما حب له و حب لأجله و لمرضاته و الوصول لجناته فما أجمله من حب حين يكون دافعا للوصول لجنات الفردوس , هذه المشاعر السامية لا تعرف إلا بالمذاق و طريقها طويل لا تخرج ثمارها يانعة إذا النفس خملت و رضت بالدنو و لم تجاهدها في الخلوات إذا ما أختلت وحيدة بالظلام ولا يراها إلا رب السموات فإنه الإختبار الحقيقي للإنسان حين تكون الأبواب مفتحة له لاقتراف الخطايا فيخشى الله و يستغفره و يقول ( معاذ الله ) إذا دعته النفس للطغيان
فكم تمر ساعة العصيان ثقيلة على الروح بمجرد أن ينتهي وقتها تركت ألم و حسرة و ندم فشتان بينها و بين مجاهدة النفس و إن تألمت لشدة ما نجاهدها و ننهرها فتتبدل بعدها للذة و سعادة دائمة تشرح الصدر و تزيح الهم و تنفس الكرب فهذه ثمار الحب نجدها بعد الجهاد المستمر يقول الله تعالى لمن جاهد و صبر في الآخرة {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }الرعد24 فطوبى لمن ملأ قلبه حبا يقوده للجنات و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
الخميس، 26 نوفمبر 2009
الحب
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)