إذا اندثر الوفاء
الوفاء هو نبض الحياة و بريقها وهوالسنام الذي يوثق العلاقات الإجتماعية فيبقيها راسخة لا تمحيها شوائب الزمن و لا تعكر صفوه إنه كالنهر الدافق يتدفق مع كل نبض ينبضه القلب فما أجملها من مشاعر تملأ القلوب حين ترى إنها تدين بالوفاء و المحبة لكل من قدم لها فيضا من المحبة و الأخلاق الحسنة التي هي سبب لتآلف القلوب و الرحمة بين المسلمين ، للأسف قد بدأ خلق الوفاء يندثر شيئا فشياء و لا يبقى إلا أسمه تنطق به الألسن و تحن له كم فقدنا ذالك الخلق الرفيع و قد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم قدوة في تعامله و أخلاقه الرفيعة التي كانت سببا من أسباب انتشار دعوته و حب الناس له ،فكان وفياً مع زوجاته ، فحفظ لخديجة رضي الله عنها مواقفها العظيمة ، وبذلها السخي ، وعقلها الراجح ، وتضحياتها المتعددة ، حتى إنه لم يتزوج عليها في حياتها ، وكان يذكرها بالخير بعد وفاتها ، ويصل أقرباءها ، ويحسن إلى صديقاتها ، وهذا كله وفاءاً لها رضي الله عنها ، فأين نحن من ذالك الخلق العظيم الذي نحتاجه في تعاملنا مع جميع الناس . و إن الوفاء صفة من صفات الخالق فليس هناك أوفى ولا أصدق في إنجاز وعده من الله جل جلاله قال تعالى {ومن أوفى بعهده من الله} إن الله تعالى لا يخلف وعده لمن احسن و اطاعه فيجزيه خير الجزاء في الدنيا و الآخرة .
نحتاج وقفة نقف حولها و نقف عند معانيها النقية فهل نحن ممن تحلى بهذا الخلق الكريم الذي لو تحلى به كل انسان لعم الكون بالسعادة و الأمان فلا نجد غلا لإخواننا و نكران و جحود بل مودة و تقديرا لكل من له حقا علينا فنسأل الله أن نكون ممن تحلى به.
16/رمضان 1432هـ