بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة بين كدر و صفو تتقلب حيث يشاء الله بطرفة عين يقلب الله من حال إلى حال و الإنسان فيها بين إقبال و ادبار والنفس يجتاحها ألم و ضعف تناجي يا الله الذي بإسمه تحمل الأثقال و يطيب كل حال و يفرج الضيق و تنجلي الأحزان, دموع تذرفها العيون و ليل خيمه السكون نفر بها إلى الله الواحد المنان.
فكفاك يا نفس عجزا ووهنا و العمر لا يزهوا إلا بطاعة ووجل إلى الله في الخلوات و انكسار و ذل إذا ضاق كل حال و اغلقت الأبواب ففروا إلى الله الكريم المتعال الذي بيده الهدى و لمن لجأه إليه اعانه و سدده قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة)) [ الراوي:الألباني, صحيح] .
هذه هي الدنيا التي هي مقر عمل و عبادة و عبودية لله وحده فإن فر العبد لزينتها و أغرته مفاتنها لحظات و نسي الإنسان طاعة الرب و هادم اللذات فتبيت نفسه أسيرة للذنوب المهلكات و تنسى السعادة ما هي إلا ساعات إما بطاعة الرحمن طريقها للجنات و إما ندم و حسرة على ما فرط العبد في الآيام الخاليات و إن لله فرجا و رحمة لمن أناب إليه و جعل همه لقائه و عفوه و رحمته فتأتي الدنيا راغمة له طائعة و ذلك فضل الله على من اتبعه هداه و ملأه قلبه بحبه و ذكره و هذا جزاء من إليه أناب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق