السبت، 30 يناير 2010
أفر إليك
وقفة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الحق تبارك و تعالى )و ما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ( الإنسان 30
كم من اللحظات التي تمناها الإنسان و خطط لها يظن هذا الإنسان الضعيف بمقدرته تيسر كل أمر من عنده و كل أمل يحققه بإرداته و فعله و يبحث عن كل الطرق جاهدا لتحقيق ما يتمناه و يبذل ما بوسعه ليرى أمله يتحقق و لكن ما شاء الله يكون و ما لم يشأ يكن هذه سنة الحياة و هذا هو الطريق التي نسلكه يبين لنا ضعف الإنسان و عجزة و قلة حيلته و حاجته لله وحده دون سواه هذا هو الإنسان المسكين الذي لا ملجأ له إلا الله و لا منجي أحد غيره , هذه هي عقولنا لن تصل لحكمة الله عز و جل في عباده و تدبيره لأمورهم , تكبر أحلامهم و آمالهم رغبة في تحقيقها لينعمون بالسعادة التي يظنون إنها مقصورة نحوها فيشاء الله أن لا تكون و يفعل أمرا هو أراده لحكمة بالغة يعجز العقل البشري لفهمها فيزيد الحزن و البأس إلا لمن استسلم لله و حسن الظن بربه و قويت إرادته و تيقين كل خير من الله فهو الرحمن الرحيم اللطيف الخبير فإن هدمت الأحلام و خابت ظننونا لنعود سريعا و نفر إلى لله و نتفكر في رحمته و حسن تدبيره لعباده مهما كبر البلاء و الهم و زاد يقيننا بأنه الأبواب أغلقت و نور الفجر غاب لنفتح باب الرجاء و حسن ظننا بالله الواحد الديان فلعل بعده هذا الظلام و طول الإنتظار شمس مشرقة فهل نعود نرى السواد الحالك في السماء أم نفر إلى الله الذي بيده مفاتيح الفرج ؟
الحزن
الحزن هو كسهام كثيرة تدخل في شغاف القلب و تكسره و تحطمه فنجد الناس أدبروا و النفس في خلاجاتها أسى و احزان و العين تذرف منها الدموع فلا نجد حينها إلا الله كأنها رساله من الله بأن نعود و نقف في بابه و نطرقه ولا نطرق باب أحد سواه ولا نلجأ لأحد غيره كم تعلمت من الحزن بإنه هو الباب الموصل إلي الإنكسار و الخضوع لله فكم من فرحة قست القلب و كم من حزن اشعل في القلب يقضة و رغبة لله و صدق مناجاته فكم هناك من الناس تكلمنا معهم في أحزاننا و بعدها تركونا و لم يهتموا هذا طبع أغلب البشر الهجران و القطيعه أما الله لا يخيب عبدا تذرف من عينيه الدموع و زاد لله ذل و خضوع فهذه نعمة الحزن اسأل الله أن يجعلنا ممن ينال هذه النعمه العظيمة و هي التقرب إلى الله
الأحد، 24 يناير 2010
الأمانه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده لا شريك له و الصلاة و السلام على سيد الأنام محمد و على آله و صحبه و سلم و لمن أتبعه بإحسان
أما بعد
الأمانه بها بدأ الكون و بها ينتهي هي العبودية الحقة لله تعالى حيث أمر الله بها امتزجت مع الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل و صعدوه بالسماء و إن هدمت هدم الكون بأكمله و نقصت الأعمال قال الله تعالى( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) إنها الآمانه التي أرقت الصالحين و أبعدتهم عن مضاجعهم فقد كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان شديد الخوف و الخشية من الله قد فرق بدنه و نفسه للناس فكان يقعد لحوائجهم يومه , فإذا أمسى و عليه بقية لحوائجهم , دعا بمصباح كان يستصبح به من ماله , ثم صلى ركعتين , ثم أقعى واضعا يده تحته ذقنه تسيل دموعه على خده , فلم يزل كذلك حتى برق الفجر , فأصبح صائما فتقول له زوجته يا أمير المؤمنين ! لشيء ما كان منك ما رأيت الليلة
فيقول : أجل إنما وجدتني وليت أمر هذه الأمة فذكرت الغريب الضائع ,و الفقير الجائع , و الأسير المقهور , و أشباههم في أطراف الارض
فعلمت أن الله تعالى سائلي عنهم , و أن محمد صلى الله عليه و سلم حجيجي فيهم فخفت أن لا يثبت لي عند الله عذر , ولا يقوم لي مع محمد صلى الله عليه و سلم حجة فخفت على نفسي .
هذه هي الأمانه التي قد أرخصها البعض و غفل عنها لاهيا بالدنيا و ملذاتها و شهواتها يبتغي عرضا زائلا منها و رفعة فكل عمل لم يدخل به إخلاص ولا أمانة هدم و ذهب هباء منثورا قال الحق تبارك و تعالى( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) بينت الآية الكريمة أهمية الإخلاص لله تعالى وحده دون سواه و طلب الرفعة و السمعة من أحد غيره فهو المرجوا المتفضل علينا بالنعم فلا نصلي إلا لطلب عفوه و مرضاته و نحياه لإعمار الكون و عبادته ولا نطلب الموت إلا في سبيله فكل أعمالنا خالصة له دون سواه , فكم هناك من سعى لعلم ووجه لغيرة و كم هناك من دمعت عيناه بالسجود و أمتزجت دموعه من أجل رفعة و ذكر بين الناس و نسي إنه هناك ربا يعرف سره و نجواه , فقال الحق تبارك في آياته ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) هذا هو القلب الذي قد ذكره الله تعالى بآيته الخالي من الخيانه و الرياء و الشهوات و حب الدنيا و إنما قلبا نقيا سليما يبتغي رضا الله و الفوز بالجنة فمن وفقه الله تعالى و قبل عمله فتحت له أبواب السماء و جعل الله له نورا من نوره و فضلا من فضله و هذا جزاء من اتبع سبيله و له الفضل العظيم و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين