بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه و عظيم سلطانه , و الصلاة و السلام على سيد الأنام محمد و على آله و صحبه و سلم و لمن اتبعه بإحسان
أما بعد
قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
إن هذا القرآن نعمه مهداة و نور مبين أنار القلوب الظلماء و أزاله الوحشة منها و ترك ضياء و حرك الأشجان , قد طاب عيش من قرأه و أتبع آياته و شقا من عرفه وصد عنه معرضا عن أتباعه , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57 .قد أنزله الله القرآن هدى و رحمة و فيه من الوعظ و الوعيد و شفاء لأمراض القلوب من الشهوات و حب المحرمات فمنهم من قرأه و أنتفع و منهم من زاد شقاء جعل الله على قلبه غشاوة و ضلال , ففيه شفاء لمرض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة و الموعظة الحسنة بالترغيب و الترهيب , و زهد الدنيا و حب الآخرة , فيرغب الإنسان ذو القلب السليم إذا أبصر ذالك فيما ينفعه في دينه و دنياه و معاده فيرنوا حينها لتدبر آياته و التفقه بها و أتباع كل ما ذكر من القرآن فيكره كل ما يذكر من دونه و يصد عن الغي محبا للخيرات و ساعيا لها .فكلما تغذى القلب من الإيمان و القرآن زاد قوة فينشرح صدره و يزول همه , يعرف صفات الله وواثقا بربه و ذلك لدوام قراءته للقرآن فهما و علما و تدبرا .فكم من محروما قد حرم من هذه النعمة العظيمة التي نجد فيها الراحة و الأنس بذكر الله فيطمئن و يسلوا بخالقة , قال تعالى : {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }المائدة16 , يهدي الله بهذا الكتاب المبين من اتبع رضا الله تعالى طرق الأمن و السلامة و يخرجهم بإذنه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان و يوفقهم إلى دينه القويم إنه نور الله الذي يبعثه لما كان مستمسكا بهذا الحبل الوثيق الذي فيه الطريق السوي و أنه له نورا في الصدور و قوة ففي الأحزان و الشدائد يكون متوكلا على الله محتسبا و ذلك لأثر القرآن على قلبه و معرفته لصفات الله و قدرته.فلا يبتغي الإنسان حينها العزة من غير الله ولا يخيفه شيء أبدا سوى ذنوبه التي يداويها دائما بالتوبة النصوح مراقبا لله في حركاته و سكناته كلها و نختتم بهذه الآية الكريمة , قال تعالى : {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }النور40 و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
__________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق