بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه و عظيم سلطانه , و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه وسلم و لمن أتبعه هداه
أما بعد
لاشك إن نفس الإنسان بين إدبار و إقبال و قد أفلح من حاسبها إن أدبرت و سعى لإصلاحها قبل السعي لتتبع زلات الآخرين و لومهم بما قد فعلوا من ذنوب و عثار
قال مالك بن دينار : رحم الله عبدا قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم زمها , ثم خطمها , ثم ألزمها كتاب الله عز و جل فكان لها قائدا , فهذه محاسبة النفس فكم من غفل عن نفسه زمن و ساعات يحاسب غيره و ينسى ما فعلت يداه من الخطايا و الهفوات , فكفى غفلة عن رب السموات , إن من لهى في حياته و أشغلته أهوائه عاد أمره إلى الندامة و الخسارة , فكيف يترك الإنسان نفسه أسيره للشهوات و ينسى هادم اللذات يترك حسابها و هو لا يدري سيحاسب حين يكون أمام رب عليم بما عمل الإنسان في الجهر و الخلوات . هذه النفس التي كم تمادت و ظنت إنها للكمال قد وصلت و إنها عن الخطايا قد حجبت و لم تعي كل ساعة و لحظة من قول و عمل قد كتب في الكتاب و سيكون معروضا ليوم الحساب , قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18 و قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18 فلو تأمل كل منا هذه الآيات و استشعر بها و كم بعضنا غفل عن نفسه و جعلها تتبع هواها فكل ما اشتهت من حرام أعطها و لم يلومها و يعاتبها على تقصيرها و تماديها بما فعلت من ذنوب , فأنه ضرر ترك محاسبة النفس يؤدي للهلاك و ارتكاب أيضا الكبائر فتسهل له المعصية و يصل حاله إلى إلى الغرور ظن منه إنه قد وصل للكمال و إنه الخطايا هي ليست فيه و هي من المحال . ليحاسبها على أخلاصها في العمل و العبادة و يبصر في نفسه هل أخلص حقا فيها أم لا أم جعله مع الله شريك في عمله و عبادته فذهب العمل هباء منثورا , قال تعالى : {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً }الأحزاب8 فإذا سأل الصادقون و حوسبوا على صدقهم , فما الظن بالكاذبين , و قد بين لنا الآية الكريمة بوجوب المحاسبة قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18 , أن صلاح القلب بمحاسبة النفس و فساده بإهمالها , فكل عمل من نعم و غيرها يسأل الإنسان عنها و بما فعل بهذه النعم فهل أستعملها بالوجه الذي يرضي الله أم أستعملها بمعاصيه فبما كل شيء يكتب لنا فلما لا نحاسب هذه النفس قبل أن تحاسب قال تعالى : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30 و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه و عظيم سلطانه , و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه وسلم و لمن أتبعه هداه
أما بعد
لاشك إن نفس الإنسان بين إدبار و إقبال و قد أفلح من حاسبها إن أدبرت و سعى لإصلاحها قبل السعي لتتبع زلات الآخرين و لومهم بما قد فعلوا من ذنوب و عثار
قال مالك بن دينار : رحم الله عبدا قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم زمها , ثم خطمها , ثم ألزمها كتاب الله عز و جل فكان لها قائدا , فهذه محاسبة النفس فكم من غفل عن نفسه زمن و ساعات يحاسب غيره و ينسى ما فعلت يداه من الخطايا و الهفوات , فكفى غفلة عن رب السموات , إن من لهى في حياته و أشغلته أهوائه عاد أمره إلى الندامة و الخسارة , فكيف يترك الإنسان نفسه أسيره للشهوات و ينسى هادم اللذات يترك حسابها و هو لا يدري سيحاسب حين يكون أمام رب عليم بما عمل الإنسان في الجهر و الخلوات . هذه النفس التي كم تمادت و ظنت إنها للكمال قد وصلت و إنها عن الخطايا قد حجبت و لم تعي كل ساعة و لحظة من قول و عمل قد كتب في الكتاب و سيكون معروضا ليوم الحساب , قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18 و قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18 فلو تأمل كل منا هذه الآيات و استشعر بها و كم بعضنا غفل عن نفسه و جعلها تتبع هواها فكل ما اشتهت من حرام أعطها و لم يلومها و يعاتبها على تقصيرها و تماديها بما فعلت من ذنوب , فأنه ضرر ترك محاسبة النفس يؤدي للهلاك و ارتكاب أيضا الكبائر فتسهل له المعصية و يصل حاله إلى إلى الغرور ظن منه إنه قد وصل للكمال و إنه الخطايا هي ليست فيه و هي من المحال . ليحاسبها على أخلاصها في العمل و العبادة و يبصر في نفسه هل أخلص حقا فيها أم لا أم جعله مع الله شريك في عمله و عبادته فذهب العمل هباء منثورا , قال تعالى : {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً }الأحزاب8 فإذا سأل الصادقون و حوسبوا على صدقهم , فما الظن بالكاذبين , و قد بين لنا الآية الكريمة بوجوب المحاسبة قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18 , أن صلاح القلب بمحاسبة النفس و فساده بإهمالها , فكل عمل من نعم و غيرها يسأل الإنسان عنها و بما فعل بهذه النعم فهل أستعملها بالوجه الذي يرضي الله أم أستعملها بمعاصيه فبما كل شيء يكتب لنا فلما لا نحاسب هذه النفس قبل أن تحاسب قال تعالى : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30 و جعلنا ممن يتبع الحديث أحسنة و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق