بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل النهار معاشا و الليل سباتا و الحمد الذي وهبنا النعم و فضلنا على كثير من الأمم و الحمد لله الذي هدانا وما كنا نهتدي لولا ما هدانا الله
و الصلاة و السلام على سيد الأنام محمد و على آله و صحبه و سلم و لم أتبعه هداه و سلم تسليما كثيرا
أما بعد
قال تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ }هود106
و قال تعالى : {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ }هود108
لاشك إنه الإنسان لم يخلق عبثا و له الخيرة في أمره إما يختار طاعة و صلاح و إما عصيان و جحود و استكبار إنها حياتين يختارها الإنسان لنفسه قد يختار السعادة الأبدية التي تبقى خالدة طوال الأمد و قد يختار الشقاء الذي لا يزول بل يثمر في قلب الإنسان بل و يزيد يوما بعد يوما لا طبيب يعالج ما مساه ولا مال و جاه يزيل الكرب من روحه و يبقى الضنك رفيقه يشعر به بالنفس و حناياه ,
حياة مختلفة قد يشعر بها من أذنب و تاب يرى ما بعد التوبة يسر و انشراح و يرى صور الظلام الذي كان يعيشها و هو غافل لاهي في الحياة لا يذكر ربه ولا يبصر قلبه و لم يرى النور , شتان بين تلك الحياتين , إنها أمور كثيرة لا يفقه فيها من رأى العصيان سعادة و قسا قلبه و صد عن الحق , فكيف الإثنين من هؤلاء الناس يعيشون, الأول أتبع القرآن و خشي ربه و إن أذنب سارع بالاستغفار و التوبة يرى النور في حياته و التباشير التي تراها عينيه و تشعر بها روحه هي تباشير من اتقى و اتبع الهدى يعرف قدر الله و قدرته لا يلجأ لغيره ولا يخاف سواه , فإن أقبل النهار كان في ذكرا و طاعة وما إن غربت الشمس و بدأت خيوطها تتلاشى و بدأ القمر بالظهور و النجوم تناثرت في السماء تحرى ساعة السحر مستبشرا فرحا سيختلي لوحده مع الله يناجيه و يستغفره, هذا هو اليوم الذي يعيشه الصالحين فكانت كنوز غالية يعرفون مذاقها و سرها , و هناك الصنف الثاني إنه فريق من سعوا إلى النار و باعوا الجنة و لم يقدموا لها فعل صالح يقيهم من العذاب , فما إن أشرقت الشمس و بدأ يوم جديد اجتاحته الهموم وتعسرت أموره و غاب عنه الأمل يرى بالحياة السأم و الكدر و ضيق الحال و الملل يسمع الأذان ينادي للصلاة و إلى الطاعة و الفلاح فلا يقبل إليه في أذانه وقرا و في قلبه غشاوة , إنه البلاء العظيم حين يكون البلاء في دين الإنسان فلا يفلح في حياته ولا يفوز بجنة و رضا الرحمن لو فقهوا و عرفوا بالجنة التي يعيشها الصالحين فهل فرطوا فيها و استهزئوا , فلا بد أن يختار الإنسان من هذه الحياة فإما السعادة أو الشقاء و نختم بهذه الآية الكريمة
قال تعالى : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً(77) } الفرقان
الحمد لله الذي جعل النهار معاشا و الليل سباتا و الحمد الذي وهبنا النعم و فضلنا على كثير من الأمم و الحمد لله الذي هدانا وما كنا نهتدي لولا ما هدانا الله
و الصلاة و السلام على سيد الأنام محمد و على آله و صحبه و سلم و لم أتبعه هداه و سلم تسليما كثيرا
أما بعد
قال تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ }هود106
و قال تعالى : {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ }هود108
لاشك إنه الإنسان لم يخلق عبثا و له الخيرة في أمره إما يختار طاعة و صلاح و إما عصيان و جحود و استكبار إنها حياتين يختارها الإنسان لنفسه قد يختار السعادة الأبدية التي تبقى خالدة طوال الأمد و قد يختار الشقاء الذي لا يزول بل يثمر في قلب الإنسان بل و يزيد يوما بعد يوما لا طبيب يعالج ما مساه ولا مال و جاه يزيل الكرب من روحه و يبقى الضنك رفيقه يشعر به بالنفس و حناياه ,
حياة مختلفة قد يشعر بها من أذنب و تاب يرى ما بعد التوبة يسر و انشراح و يرى صور الظلام الذي كان يعيشها و هو غافل لاهي في الحياة لا يذكر ربه ولا يبصر قلبه و لم يرى النور , شتان بين تلك الحياتين , إنها أمور كثيرة لا يفقه فيها من رأى العصيان سعادة و قسا قلبه و صد عن الحق , فكيف الإثنين من هؤلاء الناس يعيشون, الأول أتبع القرآن و خشي ربه و إن أذنب سارع بالاستغفار و التوبة يرى النور في حياته و التباشير التي تراها عينيه و تشعر بها روحه هي تباشير من اتقى و اتبع الهدى يعرف قدر الله و قدرته لا يلجأ لغيره ولا يخاف سواه , فإن أقبل النهار كان في ذكرا و طاعة وما إن غربت الشمس و بدأت خيوطها تتلاشى و بدأ القمر بالظهور و النجوم تناثرت في السماء تحرى ساعة السحر مستبشرا فرحا سيختلي لوحده مع الله يناجيه و يستغفره, هذا هو اليوم الذي يعيشه الصالحين فكانت كنوز غالية يعرفون مذاقها و سرها , و هناك الصنف الثاني إنه فريق من سعوا إلى النار و باعوا الجنة و لم يقدموا لها فعل صالح يقيهم من العذاب , فما إن أشرقت الشمس و بدأ يوم جديد اجتاحته الهموم وتعسرت أموره و غاب عنه الأمل يرى بالحياة السأم و الكدر و ضيق الحال و الملل يسمع الأذان ينادي للصلاة و إلى الطاعة و الفلاح فلا يقبل إليه في أذانه وقرا و في قلبه غشاوة , إنه البلاء العظيم حين يكون البلاء في دين الإنسان فلا يفلح في حياته ولا يفوز بجنة و رضا الرحمن لو فقهوا و عرفوا بالجنة التي يعيشها الصالحين فهل فرطوا فيها و استهزئوا , فلا بد أن يختار الإنسان من هذه الحياة فإما السعادة أو الشقاء و نختم بهذه الآية الكريمة
قال تعالى : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً(77) } الفرقان
0 التعليقات:
إرسال تعليق